دمشق: حفل تأبيني بالذكرى السنوية لاستشهاد مؤسس الحوزة العلمية الزينبية




 

موقع الإمام الشيرازي

قريباً من المشهد الشريف لضريح بطلة كربلاء مولاتنا زينب الحوراء سلام الله عليها، أحيا جمع من العلماء وفضلاء حوزات علمية وطلبة علوم دينية, والجاليات المقيمة في سوريا الذكرى السنوية لاستشهاد المفكر الإسلامي الكبير آية الله السيد حسن الحسيني الشيرازي رضوان الله تعالى عليه. وذلك في يوم الأربعاء 16/ جمادى الآخرة/ 1435هـ، في حسينية الحوزة العلمية الزينبية، المشهد الإيماني الشامخ الذي شيده الشهيد الشـيرازي قبل أكثر أربعة عقود.

ابتدأ الحفل التأبيني بتلاوة آيات من الذكر الحكيم رتلها المقرئ الشيخ عباس النوري، ثم ألقى  سماحة الشيخ نجاح النويني (أحد أساتدة الحوزة العلمية الزينبية) كلمة الحوزة التي قال في جانب منها: إن سفر المفكر الإسلامي، الفقيه الشهيد، آية الله السيد حسن الحسيني الشيرازي كان حافلاً بالعلم والعمل، والفقه والفكر، والنقد والتجديد، والتأصيل والتنوير، والبناء والتأسيس، والمواقف والمواجهة.. سفر انطلق من كربلاء الإنسان والنهضة والشهادة، وأشرق بإنجازات رائدة في الشام وغيرها، وختم دامياً بذكرى حاضرة، ومسك شهادة خالدة.. سفر تعددت محطاته، الفكرية والجغرافية، فكتب الكثير القيّم، ومما كتب: (موسوعة الكلمة 26 جزءاً)، وهي موسوعة قيّمة لا يستغني عنها محب لأهل البيت عليهم السلام، كما كتب أيضاً: (خواطري عن القرآن 3 أجزاء)، (حديث رمضان)، (الأدب الموجه)، (منابع الكلمة)، (التوجيه الديني)، (الاقتصاد الإسلامي)، (الشعائر الحسينية).

وأضاف: إن للشهيد الشيرازي إنجازات عديدة وكبيرة، في أكثر من بلد وقارة، وإن أهم إنجازاته في الشام الحوزة العلمية الزينبية، وإن صاحب الذكرى، كما هو راسخ في ذاكرة الشام، فهو حاضر اليوم في أكثر من مكان وأثر، وفي أكثر من موقف وحدث، لاسيما وإن الشام العزيزة تخوض غمار حرب ضد التكفيريين.

الكلمة الأخرى كانت لسماحة الشيخ سعيد شمس الدين، وتطرق فيها الى ذكرياته مع صاحب الذكرى، منذ أن كان طالباً في مدرسة الإمام المهدي في لبنان، التي أسسها الشهيد الشيرازي قدس سره الشريف والى حين استشهاده.

وأكد الشيخ شمس الدين: إن الاحتفاء بالعلماء الشهداء العاملين المخلصين ليس للذكرى فقط، بل أيضاً للاعتبار والاقتداء، وإن إنجازات ومواقف ومآثر والتراث العلمي والفكري والرسالي للشهيد الشيرازي، برسم المحتفين اليوم، وخاصة هذا الجمع الكريم، في هذا المكان الكريم، حيث جوار المرقد الزينبي المقدس في الشام.

وشارك في الحفل التأبيني شاعر أهل البيت الأستاذ محمود العضل بقصيدة ابتدأها بـ:

قالوا ابن سينا فخرنا الرازي         في البحث والتأليف والإنجــاز

                    فأجبتهم وبكل فخر عزنــا         حسن، محمد، صادق الشيرازي

ومن ثم قرأ قصيدته التي مطلعها

المفردات تحار في معناكا            ماذا نقول بوصف ذات علاكا

                   ما أنجب التاريخ مثلك عالما        وترا وما احصى المحيط مداكا

الى أن قال:

                   فجهادك العلوي سطر نصره     رسمت خطاك على الخلود دماكا

                   لكن ثورتك الأبية لم تزل         مهما سعى الإرهــاب كتم صداكا

                 إْن غيبوا جسداً فروحك بيننا     لن تزول بافقنـــــــا ذكراكـــــــا

وختام الحفل التأبيني، كان مع مجلس عزاء حسيني لفضيلة الخطيب الشيخ مصطفى النصراوي، وقد تطرق فيه الى مكانة العلماء والشهداء عند الله تعالى.

وأشار الشيخ النصراوي الى محطات في حياة الشهيد الشيرازي، وقال: الشهيد الشيرازي كان دأبه التغيير والتأسيس، والتنمية والتطوير، فهاجر الشهيد الشيرازي من بلد الى بلد، ومن قارة إلى أخرى، فواجهته متاعب حادّة ومصاعب جمة، وقد تعامل معها بحكمة وحنكة، وهمه كان الإنجاز، وكان له في كل بلد بناء وإنجاز. كما أنه (قدس سره الشريف) كاد أن يبدأ بإزالة ركام الوهابيين التكفيريين عن أضرحة الحق والعدل في البقيع الشريفة، والشروع بإعمارها لولا كيد الأنانيين والعبثيين.

وفي ختام مجلسه، دعا الشيخ النصراوي الى حسن الإقتداء بمن نحتفي بهم ونفتخر بمواقفهم وإنجازاتهم، وقال: إن من الوفاء للعلماء والشهداء، إضافة الى الإحتفاء بمواقفهم وذكرى رحيلهم الى الرفيق الأعلى، ينبغي قراءة كتبهم، وحفظ تراثهم، والإقتداء بهم، والسعي الجاد الى استكمال أهدافهم.

17/جمادى الآخرة/1435