الفهرس

المؤلفات

 الثقافة الإسلامية

الصفحة الرئيسية

 

بسم اللَّه الرَّحمن الرَّحيم

الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.

لما وفقني الله سبحانه وتعالى لإتمام سلسلة الفقه (باستثناء كتاب التجارة، حيث لم أوفق بعد لإتمامها) كتبت بعض الأُمور التي لها عناوين مستقلة في العالم الحاضر، في ضمن الفقه، وإن لم يكن لها تلك العناوين في الفقه المكتوب من الشيخ إلى الشيخ، ومن السيد إلى السيد، وذلك لتغير الظروف، وهذه العناوين موجودة في الكتاب، والسنة، وكتب الفقهاء، وفي الدليل العقلي، لكنها غير مجتمعة في مكان غالباً حسب اطلاعي، وحيث أُتيح لي الآن فراغ استخرت الله سبحانه فتوكلت عليه، واستمددت من أرواح الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وآله الأطهار (عليهم السلام) حيث قال سبحانه: (وابتغوا إليه الوسيلة)(1) وقال تعالى: (ولو أنهم رضوا ما أتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون)(2) أن أجمع شيئاً من ذلك في هذا الكتاب المسمى بـ (طريق النجاة) لعله يكون سبباً لنجاة المسلمين من هذا المهوى السحيق الذي وقعوا فيه، فأخر دنياهم وأودى بدينهم إلا من عصمه الله تعالى.

لا أستبعد أن يلاقي هذا الكتاب بعض المقاومة ممن يرى بعض الآراء الغربية أو من هو مرتبط بهم، فإن الغرب بنى على ثلاثة أشياء:

الأول: حرياتهم التي اختاروها لأنفسهم، وقد ذكرنا في كتاب الصياغة وغيره إنها أقل من حريات الإسلام بنسبة كبيرة.

الثاني: أمنهم على الطريقة المعروفة، والتي ليست بقدر أمن الإسلام حسب المناهج الموجودة في الكتاب والسنة.

الثالث: اقتصادهم الذي بنوه على أسس، ومن تلك الأُسس امتصاص اقتصاديات غيرهم لأجل رفاه أنفسهم.

ومن المعلوم أن هذا الكتاب يُنافي بعض هذه الأُمور، ولذا فهم لا يقبلون ذلك إطلاقاً، وإن كان المسلمون لهم حسن نية بالنسبة إليهم ولا يريدون أذاهم، وإنما يريدون إحقاق حقهم والاستحواذ ـ على قدر ما لهم لا على غير ذلك، لكن المرجو أن لا تؤثر المواجهة ـ على فرضها ـ في المسلمين، بل يوفقون للعمل بكتابهم وسنتهم حتى ينجيهم الله سبحانه من الذل والهوان والتأخر، والله سبحانه اسأل التوفيق والثواب والإتمام، وأن يجعله من أسباب نجاة المسلمين، إنه لما يشاء قدير، وهو الموفق المستعان.

قم المقدسة   

محمد الشيرازي

 

1 ـ سورة المائدة: الآية 35.

2 ـ سورة التوبة: الآية 59.