المؤلفات |
المساجد موضوعة لصلاة الجماعة، والحسينيات يلزم الاستفادة منها في هذه الجهة أيضا، وليس المهم كمية المأمومين لنفرض أنهم ثلاثة، أليس الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلمّ) بدء صلواته الجماعة بنفسه الكريمة والإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ثم التحقت بهم السيدة خديجة أم المؤمنين (عليها السلام)، ثم جعفر الطيار (عليه السلام)، بأمر من والده العظيم مؤمن قريش (أبي طالب) (عليه السلام) وبإقامة الجماعة في الأوقات الثلاثة (الصبح و الظهر والمغرب) في المسجد والحسينية، تكون هذه الطاقة قد أدت ألفا وخمسا وستين خدمة إسلامية في كل سنة، (لو فرض أن المأموم نفران) ويضاف إلى ذلك صلاة يومي الفطر والأضحى، وصلاة الاستسقاء ـ إن احتيج إليها ـ وصلوات الآيات كل ذلك جماعة، ونوافل شهر رمضان المبارك والصلوات المستحبة في الأوقات الخاصة (فرادى)، ويضاف على ذلك الأذان في الأوقات الثلاثة، وكذلك (المناجاة) في أسحار شهر رمضان، وفي ليالي الجمع، والأعياد مما يقرب كل ذلك من (3250) خدمة إسلامية. ولا بأس أن نذكر بهذه المناسبة، إني أرتأي أن تجعل المساجد والحسينيات في الطوابق العليا من الأبنية المرتفعة، أو أن يجعل علم منها ـ كالمنارة، وشارة للحسينية كالعلم الأحمر مثلا ـ في أعلى طوابق الأبنية، حتى لا يكون المسجد أو الحسينية أخفض من أبنية السكن والبنوك والدوائر، وما أشبه. قال الله تعالى: (في بيوت أذن الله أن ترفع...)(1) وقد ذكرنا في بعض كتبنا الفقهية أن(ترفع) بإطلاقه يشمل الصوري والمعنوي.. كما أني أرى أن من المحبذ أن يعلن عن الشعائر التي تقام في المساجد و الحسينيات، في مختلف وسائل الإعلام، فان المناط موجود في كل ذلك، قال الله تعالى: (وأذن في الناس بالحج...)(2). وقد كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلمّ) إذا أراد إعلام شيء أمر مناديه فنادى في الناس بذلك الشيء، وقد أوصى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) ولده بقوله: (بني إذا كنت في بلدة فعاشر بآداب أربابها) ومن المعلوم أن (آداب أرباب هذا العصر) الإعلان في وسائل الإعلام. |
|
الحسينيات موضوعة للرثاء والوعظ والإرشاد،والمساجد يلزم الاستفادة منها في هذه الجهة أيضا، وقد رثى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلمّ) في المسجد (جعفر بن أبي طالب) (عليه السلام) من فوق المنبر، ورثت فاطمة الزهراء عليها السلام في حجرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلمّ) في المسجد أباها، في شعرها المشهور: ماذا علــى من شَمّ تُربَةَ أحمد أن لا يشم مَدَى الزمان غواليا صبت علــي مصائبٌ لــو أنها صبت علــى الأيام صرن لياليا(3) ورثى البشير الإمام الحسين (عليه السلام) عند قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلمّ) في شعره المشهور: يا أهل يثرب لا مـقام لكـم بها قتـــل الحسين فادمعي مدرارا(4) ولم ينكر عليه الإمام السجاد (عليه السلام) بل كان الرثاء بأمر الإمام السجاد (عليه السلام). أما الوعظ في المساجد، فقد كان دأب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلمّ) و الإمام ر وآله الكرام ـ إذن فالمساجد والحسينيات تشتركان في أنهما الموضع الطبيعي للرثاء والوعظ والإرشاد. فإذا فرضنا أن إمام الجماعة، وعظ بعد الصــــلاة ولو خمس دقائق، في الأوقات الثلاثة كان المجموع خلال سنة (1065) خدمة إسلامية، ولو عقد مجلس الرثاء في الحسينية كل ليلة كان (355) خدمة إسلامية. ولو عقد المجلس للنبي (صلى الله عليه وآله وسلمّ) وفاطمة الزهراء (عليها السلام) وأحد عشر من الأئمة (عليهم السلام) الذين استشهدوا، لرثاء كل واحد منهم ثلاثة أيام في ذكرى شهادتهم كان (39) خدمة. ولو عقد مجلس الوعظ والإرشاد والرثاء في أيام شهر رمضان المبارك، وفي أيام شهري محرم وصفر كان (88) خدمة فيكون المجموع (1547) خدمة إسلامية في كل سنة. واللازم أن تكون الحسينيات مجهزة بالمكبرات الصوتية لإسماع الحاضرين صوت الخطيب. كما أن اللازم أن تكون الحسينيات مزودة بأجهزة التسجيل الصوتي والمرئي لتسجيل وتكثير المجالس والمحاضرات وإعادة بثها ـ مجانا أو بثمن ـ على المجتمع ليعم الإرشاد والرثاء في كل بيت ومحل. وإني أقترح أن تكون الحسينيات مزودة بالأجهزة الحديثة لتنقل صورة الخطيب واضحة إلى كافة المستمعين، إذا كانت الحسينية ذات طوابق أو صالات أو ما أشبه بحيث لا يرى بعض الحضار الخطيب أصلا. |
|
الإسلام جاء لأجل الإيمان والعلم، فقد قال الله سبحانه: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)(5). وفي الحديث: (احتفظوا بكتبكم فإنكم سوف تحتاجون إليها)(6). وفي الحديث المشهور: ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث، علم ينتفع به، وولد صالح يدعو له، وصدقة جارية)(7). وفي حديث آخر: (مداد العلماء أفضل من دماء الشهداء)(8). فانطلاقا من هذه الحقيقة، يلزم أن تزود المساجد والحسينيات بـ (المكتبات) لأجل مطالعة الناس،فان في ذلك ترفيعا للمستوى الثقافي للمجتمع، وكلما زادت مكتبات البلد، زاد إقبال الناس على الثقافة ـ تلقائيا ـ وبذلك يرتفع المستوى الديني والدنيوي، فان خير الدنيا والآخرة في العلم، كما أن شر الدنيا والآخرة في الجهل. وبناء على هذه الحقيقة، فقد اقترحت على أصدقائي: أن تكون في دار كل واحد منهم مكتبة، فإنها زينة، وتشجيع على العلم، وخدمة للثقافة، حيث أن شراء الكتب يشجع المؤلف، ودور النشر، والمطابع، وغيرها من أجهزة الثقافة. ثم.. إذا كان في المسجد والحسينية خادم يتمكن من إدارة المكتبة، أو جعل إنسان لإدارتها، كان الأفضل أن تفتح المكتبة مدة يقظة الناس، ليلا ونهارا، وإلا حدد لفتح المكتبة وقت خاص يلائم القراءة، في كل يوم ساعتين أو أكثر. ويلزم أن يكون من قانون المكتبة إعارة الكتب، وتزويد المكتبة ـ إن أمكن ـ بجهاز التصوير، لأجل التقاط الصورة عن أي كتاب يريده الرائد. وإذا فتحت المكتبة أبوابها كل سنة باستثناء أيام العطل التي نفرضها (25) يوما ـ كان في ذلك (330) خدمة إسلامية في كل سنة. وإذا أخذنا عدد المطالعين وجعلنا مطالعة كل إنسان خدمة، كانت الخدمات أكثر فأكثر. |
|
الاحتفال لميلاد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلمّ) والزهراء (عليها السلام) والأئمة الا ثني عشر (عليهم السلام) وسائر اللائقين بالتجلة كالعلماء والخطباء والمحسنين والاحتفال لذكرى العظماء الإسلاميين كالفاتحين والمكتشفين والمؤسسين كالرضي والطوسي والحلي (قدس سرهم). والاحتفال لزفاف أو توديع حاج أو استقبال زائري العتبات المقدسة أو ختان أو ولادة أوما أشبه كل هذه الاحتفالات، المكان الطبيعي لها المساجد والحسينيات(9) فان الاحتفال إما هو (عمل إسلامي) مثل ما إذا كان مصداقا لقوله (صلى الله عليه وآله وسلم): (يفرحون لفرحنا)(10) أو احتفال لأجل (عمل إسلامي) كالاحتفال بالحاج والزائر ونحوهما، وكل الأعمال الإسلامية، موضعها الطبيعي بيوت الله سبحانه،وبيوت أوليائه ـ كالحسينيات -. وإذا فرضنا أن أول (14) و الثاني (4) والثالث (12) بمعدل كل شهر واحــــــد والرابع (12) بمعدل كل شهر واحد،والخامس (20) كان في ذلك (62) خدمة إسلامية في كل سنة. نعم من اللازم أن تكون الاحتفالات نزيهة، تلائم كرامة المسجد والحسينية. كما أن الاحتفال بالمواليد والأعياد وما أشبه،يلزم أن لا تكون مقتصرة على ذكر التاريخ، بل تكون مربوطة بالحياة الحاضرة، محفزة للاقتداء، فان الاحتفال بالعظماء إنما يفيد إذا اتخذ ذلك العظيم أسوة في الحياة، كما أن الاحتفال بالحاج والزائر والزفاف، إنما ينفع إذا كان سببا لتقديم الحياة وسوق الناس إلى المثل الإسلامية والفضائل الإنسانية. ومن المناســب أن يكون الاحتفال، وكذلك مجالس الرثاء والإرشاد، مزدانا باللافتات الــمناسبة، وأن تنتشر فيها الصور اللائقة، والقطع الحكمية، والنشرات المفـــيدة، حتى تملأ النفس عن طريق السمع والبصر، ويكون الاحتفال مبعثا لــنشر الفضيلة بواسطة القطع والنشرات والصور التي تبقى وتتناقل مـــن يد إلى يد، بالإضافة إلى التسجيل كما تقدم في الفصل الثاني. |
|
لما ظفر رسول الله ص ببعض الأسرى، في إحدى حروبه خيّر الأسرى ـ الذين كانوا يعرفون القراءة و الكتابة ـ بين أن يفدوا أنفسهم بالمال، في قبال إطلاق سراحهم، أو أن يعلموا عشرة من المسلمين القراءة والكتابة، في قبال ذلك. وبهذه الخطوة الرائعة علم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلمّ) المسلمين أهمية القراءة و الكتابة، ولذا قفز عدد قرّاء الخط وكتّابه من (عشرة) قبل البعثة في كل جزيرة، إلى المئات ـ إن لم نقل الألوف ـ في زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلمّ. حتى وصل الأمر في زمان الإمام الرضا (عليه السلام) إلى أن المستقبلين في (نيسابور) كان من بينهم أربعة وعشرون ألف عالم يحمل القلم والحبر والقرطاس ـ مما لم تصل الدنيا إلى مثله حتى في هذا العصر، والذي يعبر عنه بعصر العلم ـ انطلاقا من هذا، ومئات الأمثال الأخرى. فمن الأفضل أن تزود المساجد والحسينيات بالنشرات الجدارية، الأسبوعية، أو نصف شهرية، ولا أقل النشرات الشهرية، تعلق على أبوابها أو أمكنة تختص بها ليقرأها المرتادون، ويزودوا بالمعلومات الدينية والدنيوية. ومن الواضح أن تشتمل النشرات على شيء من البحوث والمقالات في: 1 ـ أصول الدين وفروعه، وتفسير القرآن الحكيم، وتاريخ الإسلام. 2 ـ والأخلاق الفاضلة،والأخلاق الرذيلة. 3 ـ والواجبات والمحرمات، وسائر التعاليم الإسلامية: كالحرية والشورى والتعددية والأخوة الإسلامية والأمة الواحدة. 4 ـ والمناسبات كالمواليد والوفيات والأعياد. 5 ـ ثم ما يلطف الجو الثقافي من الأسئلة والألغاز والتوجيهات العامة والمسابقات. ثم إن أمكن، طبع النشرة وتوزيعها، كنشرة أسبوعية بين رواد المسجد والحسينية وسائر الناس، لتكون فائدتها أتم، ونفعها أعم، كان أفضل، فإذا فرضنا أن النشرة كانت نصف شهرية، كان في ذلك (24) خدمة إسلامية في كل سنة. |
|
الندوات الإسلامية، عبارة عن المحاضرات التي تلقى، لالقاء الضوء على جانب من جوانب الإسلام. أ: وقد تكون الندوات على صورة محاضرات، فتحض عدة من الشباب، ويلقي أحدهم أو أكثر محاضرة في موضوع إسلامي،كأصول الدين والاقتصاد الإسلامي،والسياسة الإسلامية، والأسرة في الإسلام، وحقوق العامل والفلاح،إلى غيرها وغيرها. ب: وقد تكون الندوة على صورة أسئلة وأجوبة، فيسأل من حضر عن المسائل المتعلقة بالأمور الإسلامية، ويجيب العالم الموجود في الندوة، وبأجوبته يستفيد السائل وغيره ممن حضر. ج: وقد تكون الندوة جامعة بين الأمرين السابقين، فبعد إلقاء محاضرة أو محاضرات، يسأل الحاضرون أسئلتهم المتعلقة بتلك المحاضرة، أوما يدور في خلدهم من الأسئلة الدينية. وفائدة الندوات أنها تثقف المجتمع بثقافة مركزة، وتشجيع الناس على السؤال عن أمور دينهم، وتبين المواضيع المهمة التي تكون موضع التساؤل والتجاذب. فإذا فرضنا أن كل أسبوع عقدت ندوة من هذا القبيل تكون الندوات في السنة خمسين ندوة، وإذا أمكن طبع تلك الندوات ـ على شكل كراريس ـ بعد التشذيب والتهذيب كانت الفائدة أتم وأعم. والأفضل أن تبدأ الندوة بقراءة القرآن الكريم الدورية يقرأ كل من حضر آية أو أكثر تحت إشراف عالم بالقراءة. كما أنه من الأفضل أن يجعل القرآن ـ الدوري ـ في ابتداء كل حفلة ومجلس، ليعم القرآن في مختلف الأوساط، فان القرآن نور وبركة. ومن الأفضل أن تكون الندوات، كالدورة التربوية، لأجل تعليم الشباب الخطابة وكيفية إلقاء المحاضرات وكيفية التأليف وكتابة المقالات،، حتى تكون الندوة توليدية لا عقيمة مقتصرة على المحاضر فقط ـ على طول الخط. |
|
المساجد والحسينيات، من أفضل الأماكن لأجل الدعاء والزيارة فيقرأ في المكبرة. كل يوم دعاء ـ الصباح ـ ودعاء الكميل ـ كل ليلة جمعة ـ ودعاء الندبة ـ كل صباح جمعة ـ ودعاء السمات ـ كل عصر جمعة ـ وكذا الأدعية المناسبة، في الأوقات الخاصة، كدعاء الافتتاح في أول ليالي شهر رمضان، ودعاء السحر في أسحاره، وأدعية النهار في أيامه، وأدعية عرفة والعيد، وما أشبهها في الأيام والليالي المناسبة. كما أن الأفضل أن تقرأ الزيارات الواردة، في الأوقات المناسبة كزيارة الغدير للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)(11)، وزيارة عاشوراء للإمام الحسين (عليه السلام)(12) إلى غيرهما من الزيارات المخصوصة. وان أمكن جمع الناس حين قراءة الزيارة والدعاء، فهو أفضل، وهذه الأمور تكون في السنة تقريبا (700) خدمة إسلامية، الصباح (355) وكميل (50) والسمات (50) والندبة (50) وأدعية شهر رمضان (90) وسائر الأدعية والزيارات (100) أو يزيد. كما أن من الأفضل قراءة الأدعية المناسبة، في الأوقات الممكنة، كأدعية الرسول (صلى الله عليه وآله وسلمّ) وأدعية الأئمة الطاهرين عليهم السلام، وخاصة أدعية (الصحيفة السجادية). فان الدعاء والزيارة مدرسة متكاملة تعلم الأصول والفروع والأخلاق و الآداب، مع إضفاء جو من الخشوع والاستكانة، مما تكون تربية إلى جنب كونها تعليما. |
|
الدروس الدينية تحتاج إلى المدارس، وأحيانا لا توجد مدرسة دينية في القطر، أو المحلة ـ في المدن الكبار ـ أو توجد مدرسة دينية، لكنها لا تكفي للطلاب، أو تبتعد عن المنطقة بينما يكون بالقرب منها مسجد أو حسينية. وعلى أي حال فعلى القائمين بشؤون المساجد والحسينيات تشويق الناس لطلب العلم وفتح أبوابها، لطلاب العلوم الدينية، للتعليم والتعلم والمباحثة والتأليف، وغيرها من شؤون أهل العلم. كما ينبغي لهم تشويق سائر الناس للدراسة، ولو لكل يوم درس واحد مما ينفع غير أهل العلم في دينهم ودنياهم، أمثال (أصول الدين) أو (تفسير القرآن الكريم) أو (تاريخ الإسلام) أو (المسائل الفقهية) أو ما أشبه ذلك.. سواء كان الذين يدرسون من العوام أو من طلاب المدارس الحديثة أو الموظفين أو سائر المثقفين، كالمدرسين والأطباء والمحامين ومن اليهم. وكذلك ينبغي عقد الهيئات ـ بمختلف ألوانها ـ في المساجد و الحسينيات، والهيئة عبارة عن جماعة من الناس، يجمعهم هدف واحد ينفع الدين أو الدنيا، أمثال: هيئة (الزواج) لأجل تزويج العزاب وتسهيل أمورهم. وهيئة (الاختتان) لأجل اختتان أولاد الفقراء. وهيئة (التشغيل) لأجل تشغيل العاطلين. وهيئة (الاستدانة) لأجل إقراض المحتاجين. وهيئة (الإرشاد) لأجل حل مختلف مشاكل الناس أو إرشادهم إلى حلها، وتسهيل ما استعصت منها ـ إلى غيرها. ولو فرضنا أن الدراسة كانت في السنة مأتي مرة.. ويؤلف في السنة خمسة كتب، وفي المكان هيئتان تنعقدان كل واحدة منهما في كل نصف شهر مرة، كان ذلك في كل سنة (255) خدمة إسلامية. |
|
التمثيليات الإسلامية، من أفضل الأمور التي يمكن نشر الإسلام بسببها، ففي المثال (صورة واحدة خير من ألف كتاب) وهذا هو (التشبيه) الذي أفتى باستحبابه علماء الإسلام. والتمثيل قد يكون تمثيلا تاريخيا كتمثيل غزوة بدر أو واقعة كربلاء، وقد يكون تمثيلا أخلاقيا، وقد يكون دينيا كتمثيل الحجاج والصائمين، وقد يكون تمثيلا اجتماعيا، أو صحيا، أو ثقافيا أو غيرها. والحسينيات من أفضل مواضع التمثيليات،وقد كان (الشبيه) في السابق يعرض في المساجد والحسينيات، والى الحال الحاضر، يعرض (الشبيه) في مراقد الأئمة الطاهرين عليهم السلام، وفي مسجد الكوفة وما أشبه من المواضع المقدسة. لكن اللازم مراعاة نزاهة العمل، ومطابقة الواقعة للأخبار. كما يلزم أن يدار التمثيل ـ من الفن ـ تحت إشراف فنانين، ليكون التمثيل أوقع في النفس، وأجلب للانتباه، وأكثر إثارة للمشاعر، وأقرب إلى الهدف. ولو فرضنا أن التمثيل يعرض في كل شهرين مرة، ثلاثة ليالي، أو ثلاثة أيام، كان ذلك (18) خدمة إسلامية، ربما تكون فائدتها كبيرة جدا. كما أن تصوير التمثيل وعرضه على الجماهير ـ بواسطة العارضة ـ في الأوقات المناسبة، أيضا له أثر بالغ، ولنفرضها في السنة (6) مرات. كما أن من الجدير، بث التمثليات المصورة، بيعا أو مجانا، لتتم الفائدة. وإذا فرضنا أن بيع من كل تمثيلية مصورة (20) نسخة في كل سنة كانت (120) خدمة إسلامية. ثم انه من الممكن أن تؤلف حول الشخصيات والمناسبات الإسلامية على شكل التمثيليات أو الأفلام، كتب ذات قيمة ووزن معنوي ويشترك في تأليفها ذوي الاختصاص، وتكون تلك الكتب بدورها مؤثرة في المجتمع أبلغ الأثر، وبذلك تضاف إلى الخدمات الإسلامية خدمة من نوع التأليف. |
|
يمكن الاستفادة من المساجد والحسينيات استفادات أخر أمثال: 1 ـ إقامة مجالس التأبين كالفواتح للأموات. 2 ـ إنشاد الضالة ـ ولكن خارج المسجد. 3 ـ بيع الكتب والأشرطة وما أشبه من الأمور المرتبطة بالدين وأهله، ولكن خارج المسجد أيضا. 4 ـ الإطعام في الحسينيات، وفي الساحات المتصلة بالمساجد. 5 ـ تحصيل المال للمشاريع، سواء كان بصورة (نصب الصناديق) أو بصورة (الجمع) لدى الاجتماعات الضخمة، في مختلف المناسبات الدينية. 6 ـ تزويد وسائل الإعلام بالمقالات والصور. 7 ـ حث الناس إلى الأوامر الإسلامية، كجمعهم في المساجد والحسينيات لأجل الحج، أو الزيارة، أو بناء خيري يقوم الناس بأنفسهم بالبناء. 8 ـ جمع التبرعات العينية، كجمع الكتب لأجل المكتبات، والملابس والأدوية والأغذية ونحوها لأجل منكوبي الكوارث. 9 ـ الاستفادة منها لأجل إسكان الزائرين والحجاج، مدة مرورهم بالبلد إلى مقصدهم، ومدة بقائهم في البلاد المقدسة، كالمدينة، ومكة، وكربلاء، والنجف، وخراسان، والكاظمية، وسامراء، وغيرها. 10 ـ عقد المؤتمرات الدينية، بمختلف ألوانها فيها. إلى غير ذلك ولنفرض أن الخدمات التي هي من هذا القبيل، في كل عام (640) خدمة. وبذلك كله تكون في إمكان حسينية واحدة، أو مسجد واحد، أن يؤدي في السنة الواحدة زهاء سبعة آلاف خدمة ـ حسب جمع الأرقام التي ذكرناها ـ وهذا بنفسه عمل ضخم جدا، فكيف إذا ضرب في عدد الحسينيات والمساجد الموجودة في المنطقة، أو قطر، أو بلد كبير؟ ثم أنه لو أمكن توصيل المكبرة الصوتية من الحسينية أو المسجد إلى البيوت المجاورة لأجل الاستفادة في أوقات الإرشاد، ونحوه كان تتميما للخير. كما أن اللازم تكثير المجالس في المناسبات البيوت، في الدينية، وعقد العشرات(13) طوال أيام السنة. وهنا سؤالان: الأول: أنه يحتاج ما تقدم في هذا الكتاب إلى المال: المال لأجل المشرفين، والمال لأجل المرتبطين بالمشاريع، فمن أين هذا المال؟ والجواب: يمكن تحصيل المال بالطرق التالية: أ: وارد الأوقاف التي تؤسس لأجل المسجد والحسينية. ب: الأموال المستحصلة من الحكومات الصالحة. ج: الأموال التي تجمع من نفس المشاريع ومن الجماهير على شكل تبرعات، ويمكن تشغيلها في الأعمال والمشاريع المربحة والمشروعة لتعطي ثمارها كل حين وعلى طول الخط. والثاني: أن ما تقدم في هذا الكتاب، بحاجة إلى تنظيم وإشراف دقيق، فمن أين ذلك؟ والجواب: أن الهيئة المشرفة على الحسينية أو المسجد هي التي تنظم وتنسق، فان النظم هو الذي قام به الكون، وأمر به الشرع. قال الإمام علي (عليه السلام): (ونظم أمركم)(14) فإذا أردنا نحن أن نسير بدون نظم وتنسيق لفظنا الكون وأعطى الزمام إلى من نظم أمره، ومقتنا الشرع وحاسبنا على ما فرطناه في الطاقة الموهوبة لنا، فقد ورد في الحديث: (في حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، وفي الشبهات عتاب)(15). نسأل الله سبحانه أن يوفقنا لما فيه رضاه، ويأخذ بأيدينا إلى خدمة الدين، وإعزاز المؤمنين وما ذلك على الله بعزيز، وهو الموفق المستعان. |
|
كربلاء المقدسة ـ الكويت محمد الشيرازي
|
|
1 ـ سورة النور: 36. 2 ـ سورة الحج: 27. 3 ـ عوالم فاطمة الزهراء (عليها السلام) ص 404 الطبعة الثانية. 4 ـ بحار الأنوار 45 /147 / الباب 3، ط بيروت. 5 ـ سورة المجادلة: 11. 6 ـ بحار الأنوار 2/ 152 / 40. 7 ـ نهج الفصاحة ص 46، الحديث 239. 8 ـ مثله في من لايحضره الفقيه ج 4 ص 265 ب 176، ح 29. 9 ـ بشرط عدم التهتك. 10 ـ وسائل الشيعة 10 / 397 / باب 66، ح 16. 11 ـ في يوم الغدير 18 ذي الحجة. 12 ـ في يوم عاشوراء وفي صباح كل يوم من شهر محرم الحرام. الناشر 13 ـ يقصد المؤلف (دام ظله) عقد المجلس عشرة أيام في مكان وعشرة أخرى في مكان آخر وهكذا. 14 ـ نهج البلاغة ـ محمد عبده ـ 3 / 85. 15 ـ مثله في تحف العقول ص 198، الحديث 5. |