الفهرس

المؤلفات

الثقافة الإسلامية

الصفحة الرئيسية

 

الكتاب صدقة جارية

قال رسول الله(صلـى الله عليه وآله وسلم): (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ مـن ثلاث صدقة جارية أو كتب علم يُنتفع بها أو ولد صالح يدعو له)(1).

الكتـاب صدقة جارية لكن لأهميّته ذكـر وحده ، فهو من ذكر الخاصّ بعد العام ، ولا يبعد أن يراد ب‍ـ(كتب) أعمّ ممّا ينفع الدنيا أو الآخرة بقرينة إنّ الإسـلام أهتمّ بالأمرين ، وورد في الحديث: (ليس منّا من ترك دنيـاه لآخرته ولا آخرته لدنياه)(2) وفي حديث آخر: (الدنيا مزرعة الآخرة)(3)، والمسلمون تقدّموا بالعلم ، وسقطوا حين سمحوا للعلـم أن يهرب من أيديهم إلى الغرب ؛ والغرب في الوقت الحاضر سيطر على العالم بالعلم(هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)(4). ومن الواضح أنّ العالِم هو المسيطر على الجاهل.

إنّ العلم نَفَر من يد المسلمين، والنعمة إذا نفرت قلّما ترجع(5).

ولو راجعنـا أحوال الدولة القاجارية التـي استمرت مائتي سنة وتساءلنا ما هو إنتاجهم ؟ لتبين أنَّ إنتاجهم فـي ذاك الزمان، إنتاج العلماء الذين تنكبوا عنهم، كالشيخ أحمـد النراقي والشيخ مرتضى الأنصاري والشيخ الوحيد البهبهاني وغيرهم ، وقد أهدى أحد ملوك القاجار للشيخ البهبهاني(أعلى الله مقامه) قرآناً ذا قيمة مادية في جلده وبعض أوراقه.

قال البهبهاني: أرجعوه للملك ليقرأه ويوزع ثروته على المستحقّين.

ولو راجعنا تاريخ العثمانيين الذين حكموا خمسة قرون لرأينا أنهم أداروا ظهورهم للكتاب، وعلـى يدهم سقطت الدولة الإسلامية في حال كان الغرب في زمانهم يسعى سعياً حثيثاً للتقدّم العلمي؛ هذا ما حدث في السابق أمّا الآن فمن الضروري الاهتمام بالكتاب النافع، لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً.

فائدة الكتاب

كتبت كتيباً بعنوان(مَن هم الشيعة)(6) وبعثت به إلى الحج ليشهد من كانت الحركات المضلّة قد غمرته، أن ما سمعوا غير الحقيقة، لعلّه يكون سبباً لرجوع الأخوّة الإسلامية.

أحد الأصدقاء حمل عدداً من نسخ هذا الكتاب إلى مكّة المكرمة، وقد أخبرني قائلاً : وأنا في المدينة المنوّرة احتجت إلى الحمام، فذهبت إليه، وعند خروجي منه أعطيت الحمّامي بالإضافة إلى الأجرة نسخة من هذا الكتاب.

فلمّا قرأ اسم(الشيعة) عليـه غضب غضباً شديداً ورمى الكتاب بكلّ انزعاج على الأرض. فخرجت ولم أقل شيئاً.

وبعد أيّام احتجت إلى الحمّام مرّة ثانية، واضطررت إلى الذهاب إلى نفس الحمّام، ودخلت بحالة اختفاء، فرأيت الحمّامي نفسه جالساً عند الصندوق، وحينمـا أردت الخروج خفية بعد تقديم المال إليه، التفت إليّ ولم يأخذ منّي ، فتعجبت هل إنّه لم يعرفني؟

قلت: هذه أجرة الحمّام فلماذا لا تأخذها؟

قال: بعد أن ذهبتَ في المرّة السابقة أخذتُ أطالع الكتاب بكلّ كراهيّة وحذر، وإذا بي أقرأ أشياء معكوسة عمّا هو شائع عن الشيعة عندنا، فالشيعـة إمّـا هم المسلمون وحدهـم أو هم أحد المذاهب الإسلامية؟ فحقّقت عن الأمر فتبيّن لي إنّ الشائع عندنا كان كذباً وزوراً وبهتاناً ، فغيّرت رأيي في الشيعة.

نعم.. الدعايات المضلّلة الصادرة عن جهات لها أغراضها تجعل من النبي: (كذّاب أشر)(7)، كما ورد فـي القرآن الحكيم في وصف الكفار للرسول الأكرم(صلّى الله عليه وآله وسلّم). ومن الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام): لا يدخـل المسجد حتّى يُقتل فيـه، ومن الإمام الحسين(عليه السلام): قُتـل بسيف جدّه حيث خرج عن حدّه. إلى مئات من أمثال هذه الأراجيف الباطلة(8).

والعلاج، هو إرجاع المتخاصمين إلى التحقيق والبحث الهادئ عبر الندوات الفكريّة والمؤتمرات والحوارات، حتّى يظهر الحقّ لمن جهله.

نعم لا يمكن علاج المعاند، ولـذا قال سبحانه: (أدع إلى سبيل ربّك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالّتي هي أحسن)(9) وقال عزّ من قائل: (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنّه ولي حميم ـ وما يلقاها إلاّ الذين صبروا وما يلقاها إلاّ ذو حظّ عظيم)(10).  

رؤياي للإمام الحسين(ع)

الرؤيـا ليست حجّـة، إلاّ علـى ما ذكره صاحب القوانين في الجملة(11)، وقد ذكرت في كتاب المنامات تفصيلاً حول ذلك.

ذات مرّة في مدينة قم المقدسة رأيت الإمام الحسين(عليه السلام) في المنام لأوّل مرّة جالساً في إيوانه الشريف وهـو متجه نحو القبلة والضريح وراءه ، وكان بالزي الروحاني في أكمل وضعية وأنور جمال ، وأمامه في الإيوان قبور مرتفعة عن الأرض كلّ قبر بقدر إصبع أو ما أشبه، وكانت تلك القبور قبور خطباء المنبر الحسيني .

وعرفت جملة منهم ممن كانت الحياة والموت عندهم سواء ، فكانوا يخرجون من القبور ومتى ما شاءوا دخلوها كأموات، وكان لكّل قبر من تحته أنبوب ممدود إلى الصحن الشريف مُنتَهٍ إلـى حوض صغير فيسير المـاء داخل الأنبوب إلـى الحوض ، والناس محتفـوّن بتلك الأحواض يشربون منها ويتوضأ ون ويغسلون وجوههم وأيديهم منها.

وفي هذه الأثناء خرج أحد الخطباء من قبره ـ وكان صديقاً لي ـ وتوجّه إلى الإمام(عليه السلام) وقـال: يا بن رسول الله لماذا ليس في قبري أنبوب ولا حوض؟

فرفع الإمام يده اليسرى وبسط كفّه، وكأنّه يكتب بيمناه خطاً في كفّه اليسرى قائلاً له أنت لم تكتب كتاباً تتركه من بعدك، ولذا لا حوض لك.

وقد أصررت(12) على ذلك الخطيب في حياته لكي يؤلّف، لكنّه أبى ولم يكتب شيئاً.

وكـان لقبر الشيخ عبد الزهراء الكعبي(13) أنبوب إلى حوض له في الصحن كسائر الخطبـاء، ففكّرت في أمره فهداني تفكيري إلى أنّ مقتل الإمام الحسين الذي يرتله أيّام عاشوراء طبع بعد وفاته عشرات الطبعات حتّى الآن.

هذه رؤيا، لكنّها ـ على الظاهر ـ من المؤيدات للحديث الشريف: (من مات وخلَّف ورقة علم ينتفع بها)(14) والحديث الآخر: (وكُتُب عِلمٍ ينتفع بها).

رؤيا الحاج النوري

وشوهد الحاج النوري صاحب كتاب المستدرك يتمشّى على شطّ سامراء في حالة فرح وابتهاج ، فسُئل عن سبب فرحه ؟

قال: إنّي رأيت البارحة والدتي في قصر كبير من قصور الجنّة ولها أنهار وحـور وولدان وأشجار ونخيل، ولماّ رأتني والدتـي استقبلتني بترحيب كبير ، وقـالت لـي إنني بسببك معروفة فـي هذا العالم ب‍ـ(مادر آغا) أي أم العظيم ، وإنّك لا تؤلّف كتاباً إلاّ وتأتيني الملائكة به في طبق من نور ، فازداد احتراماً أكثر فأكثر.

ولربّما أعتقد البعض أنّ هـذه النتيجة التـي حصلت عليها الأمّ خلاف للآية: (وأن ليس للإنسان إلاّ ما سعى)(15).

فإنّه يقال: لاشكّ في أنّ كلاًّ من الآباء والأبناء يتأثّرون فيما بينهم في الخير والشرّ ، قال سبحانه: (وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرّية ضعافاً خافوا عليهم فليّتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً)(16)، وقال تعالى: (ألحقنا بهم ذرّيتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء)(17) إلى غيرهما من الآيات والروايات.

ف‍ـ(أن ليس للإنسان إلاّ ما سعى) مـن باب الأصل ، وأمثال ما ذكرناه من الآيات من باب الاستثناء ، كما إنّ الوسيلة والشفاعة وما أشبه من باب الاستثناء أيضاً ، وتفصيل الكلام في ذلك في كتب العقائد ، وقد ذكرت شيئاً منه في التفسير الموضوعي.

إنّ الرؤيا ـ كما تقدّم ذكره ـ ليست حجّة، على المشهور إلاّ إنّ الكتـاب والسنّة والإجمـاع والعقل كثيراً ما تؤيّد بعض المنامات ، فاللازم الجمع بين الأدلّة.

وعلى أيّ حال، إنّ تأليف الكتاب وطبعه ونشره سيزيد من الثقافة وفيه خير الدنيا وخير الآخرة ، ومنهم من يقول: (ربّنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار)(18).

أهمية الكتاب الصغير الحجم

من خصائص الكتاب الصغير، صغر الحجم، اتساع الانتشا، وسهولة المطالعة، وقلّة تكاليف الطبع، وسهولة الحمل . وربّما كان من أسرار توزيع القرآن الكريم إلى سور صغيرة هـو ميل الناس إلى مطالعة القطع الصغيرة التي تنتهي بسرعة، بينما إذا كان كلّ القرآن متّصل على شكل قطعة واحدة لم يكن لقراءته هذا الشوق عند عامّة الناس.

ثمّ إنّ للقرآن الكريم مفصّلات ومتوسّطات وصغريات أمثال سور (عمّ يتساءلون) وذلك حتّى لا يكون لأحد عذرٌ في عدم قراءته ، إلى غير ذلك من الأسرار التي ذكروها(19).

وقد دعت إسرائيل ـ كمـا فـي كتـاب بروتوكولات حكماء صهيون ـ إلى ضرورة جعل الضريبة علـى مثل هذه الكتب لأهميّتها وخطورتها.

فهذه الكتب كـ(السندويشة) التي يسهل تناولها، فقد نقل لي أصدقاء سافروا إلى أوربا أن من عادة المجتمع الأوربي صرف أوقاتهم في المطالعة، فتجدهم وهم في القطارات أو الحدائق أو في عيادات الأطباء أو فـي أي مكان عام وبأيديهم كتبٌ صغيرة يطالعـون فيها. فهذه الكتب لها قدرة الانطباع في ذهن الإنسان، وحتّى لو نَسِيَ ما يقرأ ، إذ الإنسان يبقى فـي نفسه الأثر وإن نسيه ، وذلك الأثر المنتقل إلى اللاوعي هو الذي يصبغ حياة الإنسان بذلك الاتّجاه.

مثلاً : إذا عقدت مجلساً حسينيّاً في بيتك أو في المسجد تستطيع أن توزّع في اليوم الأخير عدداً من الكتب الصغيرة، فإنّ تكاليف طباعتها قليلةٌ بالقياس إلـى الكتب الكبيرة. فإذا اعتاد أصحاب المجالس على توزيع الكتب خصوصاً في مواسم التبليغ تصبح الفائدة أكثر(20). وربّما غيّرت مجرى الأمم في مدّة عقد من الزمان أو أقل، وما ذلك على الله بعزيز.

التشجيع على التأليف

وما أكثر المثقّفين القادرين على الكتابة في بلاد الإسلام سواء كان المثقّف حوزوياً أو أكاديمياً، وما أكثر المثقّفات القادرات على تأليف الكتب وإن كن أقلّ من الأوّل، فكان لابدّ من تشجيع الطائفتين على الكتابة وتسهيل طبع الكتاب لهم.

إنّ أوّل مؤلّف في الإسلام هو الإمام علي ابن أبي طالب(عليه السلام) فقد ألّف كتاباً يسمى بكتاب علي(عليه السلام) أو«الجامعة» وفي الروايات النقل عنه.

وأوّل مؤلّفة في الإسلام هي السيّدة فاطمة الزهراء(عليها السلام) ، فلها كتاب هـو مصحف فاطمـة، وإذا علمنا إنّ السيّدة فاطمة تزوّجت وعمرها تسع سنوات وماتت وعمرهـا ثماني عشرة سنة ، وكانت تتولّى الشؤون المنـزلية الصعبة فـي ذلك اليوم من الطحن والعجن والخبز والكنس والطبخ وإدارة ستة أطفال ذكور وإناث، على قول إنّها ولدت بنتاً ثالثة هي رقيّة، علمنا أنّها كيف كانت تهتم مع مشاغلها الكثيرة بالكتابة، بالإضافة إلى مراجعة النساء لها في مسائلهنّ الشرعية وغيرها.

إنّ الحوزة العلميّة في قـم المقدّسة وحدها ـ في الوقت الحاضر مع قطع النظر عن حوزات سائر البلاد ـ تشمل زهاء أربعين ألف طالب علم ـ كمـا يقولون ـ ولنفرض إنّ كلّ واحد منهـم يؤلّف كتاباً لا أكثر، يصبح لدينا أربعون ألف كتاب، ولو طبع كلّ كتاب ألف نسخة يكـون الحاصل أربعين مليـون كتاب، أليس هـذا شيئاً كثيراً ؟(21).

وهناك فـي قم المقدسة وفي سائر بلاد إيران مدارس للنساء لعلّها تحتوي على أكثر من خمسة آلاف امرأة، أمّا فـي سائر البلاد رجالاً ونساءً كلبنان وسوريا والهند وباكستان وغيرها فلا يحصي عددهم إلاّ الله تعالى، فإذا اتجهوا نحو الكتابة والتأليف تصبح النتيجة شيئاً كبيراً «وما لا يدرك كلّه لا يترك كلّه»(22). خاصّة إذا أخذنا بعين الاعتبار سهولة الطباعة والنشر في هذا العصر دون العصور السابقة(23).

كتاب المراجعات

قال لي أحد تجّار الحجاز قبل زهاء أربعين سنة كنت أحضر مجلس الوزراء حيث كانت أمـوري التجاريـة مرتبطـة به ، ليلة استقباله للضيوف وكـان له كلّ أسبوع ليلة يستقبل فيها الضيوف ، وكان يحضر عنده على الأغلب تجار وهّابيون ، وكانوا على علم بأني شيعي فينالون من الشيعة بكلّ كذب وتُهَم وافتراء ، وكنت أسكت حيث أضطر إلى ذلك ، وعلى قول الشاعر:

إذا لم تجد غير الأسنة مركباً فما حيلة المضطر إلاّ ركوبها

ولم يتوان الوزير في مشاركتهم . وذات ليلة لما شرعوا في الكلام ضدّ الشيعة ، قال الوزير اسكتوا لا يحقّ لكم التكلّم ضدّهم إنّهم مثلنا مسلم،ون ، فتعجب الجميـع وتعجّبت أنـا أشدّ التعجّب من هذا التحوّل الذي طرا على الوزير ، ولم يقل أحدهم شيئاً ولم أتكلّم أنا.

ثم أضاف التـاجر: جلست وجلست حتّـى ذهب الجميع وبقي الوزير وأنا، فقلت لـه رأيت اليوم منك عجباً، لماذا قلت ما قلت وأنت تشارك أصدقائك في التهجّم على الشيعة كلّ مرّة.

قال الوزير: يا أخي إنّي كنت على ضلالة ، وصدفة رأيت كتاباً اسمه(المراجعات)(24) وقرأته كلّه، فرأيت الشيعة على الحقّ وحدهم، وإمّا أنّهم أخوة لنا، ومن بعد ذلك ليس لي أن أهاجمهم وإنّي لم أر في معاشرتي لهم طوال عمري خلافاً منهم للأخلاق أوالآداب.

وهكذا يغيّر الكتاب الواحد نظرة وزير، أليس ذلك دليلاً على ما نحن بصدده مـن ضرورة نشر الكتب بين أوساط الناس حتّى يصلح الفاسد ويرأب الصدع.

عندما تتسخ قطعة أرض قوامهـا ثلاثة أمتار نحتـاج إلى تنظيفها بإبريق من الماء، وعندما تزداد المساحة عشرة أمتار فنحتاج في تنظيفها إلى كرٍّ من الماء ، وقد يتّسخ ألف فرسخ وحينئذ نحتاج لتنظيفها إلى ماء كثير يستوعب كلّ المساحة.

وهكـذا الهجمة الثقافية التـي غزت بلاد الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاقاً في كافة مجالات الحياة. 

1ـ ونظير هذه الرواية وردت روايـات كثيرة ، نذكر منهـا(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث ولد صالح يدعو له وصدقة جارية وعلم ينتفع به) غوالي اللئالي: ج1 ص97. و(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث علم ينتفع به بعد موته أو صدقة جارية أو ولد صالح يدعو له) غوالي اللئالي : ج3 ص283 . و(إذا مـات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث ولد صالح يدعو له وعلم ينتفع به بعده وصدقة جارية) جامع الأخبار: ص105. و(إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلاّ من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) البحار: ج2 ص22 ومنية المريد : ص103.

2ـ وسائل الشيعة: ج17 ص76 ب28 .

3ـ مجموعة ورام: ج1 ص92، إرشاد القلوب : ص89 .

4ـ سورة الزمر: الآية 9.

5ـ إلاّ إذا توفّر المقتضي وارتفع المانع .

6ـ وكان ذلك قبل أربعين عاماً .

7ـ سورة القمر: 25 .

8ـ وبعض الدعايات استخدمت أسلوب(التحريف) للقضاء على المؤلّف، كما حصل ذلك للحاج النوري حيث كتب كتاباً بعنوان(فصل الخطاب في ردّ تحريف الكتاب) فقـام البعض بتحريف كتابه، فحذفوا ردوده وأثبتوا أصل الإشكال. وكذا حصل للشيخ المفيد، حيث حرّفوا كتابه الذي كتبه انتقاداً على بعض الكتب المحرّفة السماويّة، فذكروا أصل الاشكالات دون أجوبتهـا . وكذا حصل للشيخ البهائي ، حيث حرّفوا كتابه «الكشكول» . وكذا حصل للشيخ الطبرسي ، حيث حرّفوا كتابه مكارم الأخلاق.

9ـ سورة النحل: الآية 125.

10ـ سورة فصلت: الآية 34-35.

11ـ حيث ذكر فـي كتاب القوانين بحث(إيقاظ) ما لفظه: فالاعتماد ـ أي على حجّية الرؤيا ـ مشكل سيّما إذا خالف الأحكام الشرعيّة الواصلة إلينا، مع إنّ ترك الاعتماد مطلقاً حتـّى فيما لو لم يخالفه شيء أيضـاً مشكل سيّما إذا حصل الظنّ بصحّته وخصوصاً لمـن كان أغلب رؤياه صادقة سيّما ملاحظة ما رواه الكليني عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله(عليه السلام) قال سمعته يقول: (رأي المؤمن ورؤياه في آخر الزمان على سبعين جزء مـن أجزاء النبوّة).

12ـ يقصد الإمام الشيرازي نفسه.

13ـ ولد في كربـلاء المقدّسة سنة 1327ه‍ وانتهل العلوم والمعارف الإسلامية من معين مدارسها الدينيّة، وبلـغ مكانةً عالية في الخطابة الحسينيّة، واتسم بالصفات الحسنة كالكرم والشجـاعة والإقدام. واشتهر بقراءته لمقتل الإمام الحسين(عليه السلام) في يوم عاشوراء. اغتيل بالسـمّ عبر القهوة سنة 1394ه‍ من قبل الحكومة البعثيّة في العراق. من مؤلّفاته: قتيل العبرة.

14ـ فقد ورد عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): (المؤمن إذا مات وترك ورقةً واحدة عليها علمٌ تكون تلك الورقة يوم القيامة ستراً فيمـا بينه وبين النار ، وأعطاه الله تبارك وتعالى بكلّ حرفٍ مكتوب عليها مدينة أوسع مـن الدنيا سبعة مرّات) بحار الأنوار: ج2 ص144. وورد أيضاً عن الرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله وسلم): (اُكتب وبثّ علمك في إخوانك، فإن متّ فورّث كتبك بنيك ، فإنّه يأتي على الناس زمان هرج ما يأنسون فيه إلاّ بكتبهم) بحار الأنوار: ج2 ص150، وورد عـن الإمـام الصادق(عليه السلام): (اُكتبوا فإنّـكم لا تحفـظون حتّى تكتبوا) بحار الأنوار: ج2 ص152 ح38 ب19.

15ـ سورة النجم: الآية 39.

16ـ سورة النساء: الآية 9.

17ـ سورة الطور: الآية 21.

18ـ سورة البقرة: الآية 201.

19ـ بدأ الغرب بطبع الكتب الصغيرة سنة 1501م.

20ـ وقد دوّن الإمام المؤلّف(دام ظلّه) بعض اقتراحاتـه لاستثمار مواسم العزاء في شهري محرّم وصفر في كتابه : الاستفادة من عاشوراء.

21ـ ولا يخفى إنّ الإمـام المؤلّف(دام ظلّه) يدعوا إلى طبع ثلاثة مليارات كتاب في ثلاثة مواضيع ، مليار لتوعية المسلمين بحقيقة الإسـلام ، ومليار للدفاع عن الدين الحنيف وردّ الشبهات التي يروّج لها البعض، ومليار لبيان حقيقة الإسلام ـ لغير المسلمين ـ الذي جاء به الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته لا الإسلام الذي دعى لتطبيقه بنو أميّة وبنو العبّاس وبنو عثمان وصدّام و…، ويقترح لطباعة هذا العدد من الكتب، تأسيس ثلاثمائة دار للنشر في ثلاثمائة مدينة في العالم، على أن يكون لكلّ دار مجموعة فروع فـي القرى والأرياف والنواحي التابعة لها ، على أن تطبع كلّ دار عشرة ملايين كتاب في غضون ثلاثة سنوات. وهذا الأمر يسير إذا تكاتفت الجهود وتظافرت الأيدي لتحقيق ذلك.

22ـ من القواعد الفقهيّة التي أشار إليها الإمام المؤلّف(دام ظله) في كتابه القواعد الفقهيّة ، وكذا أشار إليها العلاّمة المجلسي فـي البحار: ج56 ص283 ب25 ، وكذا في غوالي اللئالي: ج4 ص58 ح207.

23ـ في العصور السابقة كانت الحركة الكتابية تختلف عمّا عليه الآن، فلو أردنا أن نستعرض تطوّر الكتابة فـي العصور السابقة مـن الرسوم والنقوش على الجدران والمواد الصلبة ثمّ إلى نظام الإشارات، كما كان يستخدمه البابليّون والسومريّون في الألف الثانية قبل الميـلاد ثم إلى الحروف المسماريّة أو نستعرض أدوات الكتابة أو موادها وطريقة تحضيرهـا أو نستعرض كيفية نسخ الكتاب أو طبعه أو توزيعه أو نستعرض قـدم النصوص الكتابيّة أو المكتبـات العامّة والخاصّة وما تحتويها من مخطوطات أو نستعرض الرقابة ومسير الكتّاب أو أنواع الكتب وأحجامها وأشكالها لطال بنا المقام، وبإشارة نقول كانت الكتابة تتمّ على ألواح الخشب والطين والمواد الصلبة والجلود وورق البردى، وكانت بعض الدول تستخدم أعواد البامبو ودروع السلاحف والعظام والحرير ولحـاء النخيل والقشرة الرقيقة البيضـاء لثمرة البتولا للكتابة. وكـانت الأقلام الكتابيّة عبارة عن أقلام القصب وريش الطيور والأقلام المعدنية ، وكان تحضير الحبر الأحمر والأسود يتمّ بصعوبة وكانت الأواني التي يتمّ حفّظ الحبر فيها تصنع من الفخار أو البرونز . فعلى سبيل المثال إنّ تحضير الأرقام الطينيّة يتمّ عبر وضع كميّة من الطين في إناء الماء لغرض تصفيته من الحصى والمواد الثقيلة، حيث تترسّب هذه المواد فـي القاع، أمّا القش وفتات الخشب وما أشبه فإنّها تطفو على السطح، فبعد إزالة ما يطفو يأخذ الطين بعد ترك ما هبط منه نحو الأسفل ، وكان يتراوح حجم الطين من(5 ـ 6) سم إلى(25 ـ 30) سم من حيث الارتفاع. وكان الكتّاب ينقشون الإشارات والرموز على الطين النقي ثمّ يوضع تحت أشعّة الشمس إلى أن تجف ثمّ يحفظ في الخوابي الطينيّة أو ترتّب على الرفوف.

وتحضير الجلود للكتابة يتمّ عبر غطس جلود الغنم والماعز ثلاثة أيّام في ماء الجير، لكي يذوب عنها الشحم وبقايا اللحم ، وبعد ذلك يزال الصوف عنها وتشدّ ثمّ تترك مدّة من الزمن لكي تجف تماماً، وفي النهاية تؤخذ الجلود لتصقل من الطرفين وتقطع على شكل مربّعات. وكانت الكتابة تتمّ على الطرفين. وأقدم نصّ كتب على الجلود عُثر عليه في مصر ، يرجع إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد. وانتشر استعمال الجلود بكمّيات كبيرة في القرن التاسع قبل الميلاد في مصر والعراق ، ومنهما انتقل إلى البلاد الأخرى.

أمّا تحضير الورق بردى فيتمّ عبر أخذ ساق النبات وتقسيمها إلى شرائح طويلة ثمّ توضع الشريحة فوق الأخرى بشكل متصالب وتغمر في المياه ثمّ تجفّف تحت أشعّة الشمس ، وتصقل بعد ذلك وتسوّى أطرافها بحيث لا يبعد طول الصفحة 25 ـ 30 سم . وكانت الكتابة تتمّ على شكل أعمدة على طول الشريط وتتّصل ببعضها . وكان في بادئ الأمر يستخدم الجبس في طلاء الورق لئلاّ ينتشر الحبر في موضع الكتابة وبعد ذلك اُستخدم الصمغ الذي يصنع من الأشنة أو النشاء . واستخدم ورق البردى في الألف الرابعة قبل الميلاد في مصر ، ويعتقد البعض إنّ تاريخه يعود إلى منتصف الألف الرابعة قبل الميلاد في مصر ، علماً إنّ مصر كانت أكبر مصدّر لهذا الورق . وانتهى استعمال هذا النوع من الورق في القرن الثالث عشر الميلادي حيث حلّ محلّه الورق الجديد ، وكانت بغداد ودمشق تعتبران مصدراً مهمّاً لصناعة هذا الورق ومنهما انتقل إلى أوربا .

24ـ للإمام السيّد عبد الحسين شرف الدين (قدّس سرّه)، والكتاب عبارة عن رسائل متبادلة بين أستاذ الأزهـر الشيخ سليم البشري وبـين السيّد شرف الدين حول الإمامة سنة 1330ه‍ . ولد السيّد شرف الدين سنة 1290ه‍ في مدينة الكاظميّة في العراق، ويعدّ من تلاميذ الشيخ محمّد كاظم الخراساني، تصدّى للاستعمار الفرنسي في لبنان ، فطاردته القوّات الفرنسيّة ، وتعرّض للاغتيـال عدّة مرّات وأُحرق بيته ومكتبته وكتبه الخطّية التسعة عشر التي لم يتسنّى لها أن ترى النور. توفّي في الثامن من جمادى الثانية سنة 1377ه‍ وترك عدّة مؤلّفات مطبوعة، منها: الفصول المهمّة في تأليف الأمّة، أبو هريرة، أجوبة مسائـل موسى جار الله ، النصّ والاجتهاد، فلسفة الميثاق والولاية، رسالة كلاميّة، المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة .