السيرة الذاتية

الفهرست

الصفحة الرئيسية

 

الأعلمية

المشهور بين الفقهاء اشتراط الأعلمية في مرجع التقليد(1)، وقد استدل لذلك ببعض الروايات وبدليل العقل وبوجوه أُخرى.

ذكر المحقق اليزدي (قدس سره) في العروة الوثقى: ان (الأعلم) هو من يكون:

1: أعرف بالقواعد.

2: أعرف بمدارك المسألة.

3: أكثر إطلاعاً على النظائر.

4: أكثر إطلاعاً على الأخبار.

5: أجود فهماً للأخبار.

ثم قال (قدس سره): (والحاصل أن يكون أجود استنباطاً). وقد وافق على صحة هذه الملاكات أغلب الفقهاء والمراجع.

ويعد كتاب (شرح العروة الوثقى) و(بيان الأصول) لآية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) وهكذا تدريسه لخارج الفقه والأصول، ومحاوراته الفقهية التي تتم مع كبار العلماء، خير دليل على أعلميته وأجوديته في الاستنباط، حيث يظهر منها لأهل الخبرة من العلماء أعرفية سماحته بالقواعد والمدارك، واطلاعه الواسع على الأشباه والنظائر الفقهية، وإحاطته الوافية بكتب الأخبار والآراء الفقهية المختلفة، واستناده المتين إلى الكثير من الآيات والروايات في تأكيد استنباط حكم شرعي أو استنباط لحكم شرعي، حتى المسائل المستحدثة، مضافاً إلى كثرة النقض والإبرام العلمي مع المحققين، وإلمامه الواسع بالفقه المقارن، وكثرة التفريعات الفقهية المستنبطة من الأدلة الشرعية، وهذا ما يلاحظ في كتبه العلمية ومناقشاته في مجلس الدرس والمحاورات الفقهية المتعارفة بين الفقهاء والمراجع.

ومن أهم ما يلاحظ في حياته العلمية مزاولته للفقه أكثر من أربعين عاماً بشكل مستمر ويومي.

وبالنسبة إلى أجوديته لفهم الأخبار، فأنها تحصل من القوة العلمية مضافاً إلى مزاولة العرف وتطبيق الألفاظ والمداليل والدلالات على الفهم العرفي، والاستفادة منه في الاستنباط الشرعي، نظرا لقوله تعالى: (وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ بِلِسانِ قَوْمِهِ)(2) وفي هذا المجال نلاحظ عند سماحته (دام ظله):

أولاً: قوة الفهم العرفي، والارتباط الشديد بالعرف، حتى عدت سمة مميزة له.

ثانياً: كثرة مزاولة سماحته للعربية: (النحو والصرف واللغة).

ثالثاً: كثرة ممارسة علوم المعاني والبيان والبديع

رابعا: تطبيقه كل ذلك في الاستنباط الشرعي الظاهر جلياً في أصوله وفقهه.

خامساً: نموه في بيئة عربية.

وقد تميز سماحته بفسح مجال جيد لطرح الاشكالات العلمية في الدرس والإجابة عليها برحابة صدر وإتقان.

وقد شهد له العديد من كبار الفقهاء والمجتهدين من أهل الخبرة، بالمقام العلمي الرفيع، والقدسية والنـزاهة والإخلاص وشدة الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) والتأسي والسير على نهجهم القويم، مما سينشر في كتاب خاص إن شاء الله تعالى.

كما أن الإمام الراحل آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي (رحمه الله) كان يرجع في احتياطاته إلى أخيه السيد صادق الشيرازي (دام ظله)، ولما سئل (رحمه الله) عن الأعلم فالأعلم أشاد بأخيه (دام ظله).

وقد كان آية الله العظمى السيد صادق الشيرازي (دام ظله) هو الذراع الأيمن في مرجعية أخيه الأكبر في مختلف المجالات وخاصة ما يرتبط بالجانب العلمي والحوزوي والمراجعات الاستفتائية وما أشبه.

ولو بنحو الاحتياط الوجوبي.

سورة ابراهيم: 4.