السيرة الذاتية |
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين. في الحديث الشريف: «من كان من الفقهاء صائناً لنفسه، حافظاً لدينه، مخالفاً على هواه، مطيعاً لأمر مولاه، فللعوام أن يقلدوه»(1). فقدنا في صبيحة يوم الاثنين 2 شوال 1422هـ المرجع الديني الأعلى آية الله العظمى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) وقد كان من أولئك العلماء الربانيين الذين حملوا العلم الحق والرؤية السليمة ببصيرة حية، واتصفوا بالخلق الكريم والعمل الصالح، ونبغوا في التأليف والتصنيف، وروجوا علوم أهل البيت (عليهم السلام) ومعارفهم في الناس، لقد ترك المرجع الراحل للمكتبة الإسلامية المؤلفات الجمة والتصنيفات الكثيرة، التي تجاوزت ألف كتاب وخرج آلافاً من العلماء والفضلاء والخطباء والمؤلفين والمثقفين والرجال المؤمنين مضافاً إلى المئات من المؤسسات الدينية والثقافية والخيرية. لقد كانت رحلته (قدس سره) خسارة للعلم والعلماء وللمكتبة الإسلامية والحوزات العلمية والأمة الإسلامية، فنسأل الباري عزوجل أن يتغمده بواسع رحمته ويحشره مع أجداده الطاهرين محمد وآله الميامين، كما نسأله عزوجل أن يحفظ للأمة الإسلامية أخاه الفقيه المحقق آية الله العظمى الحاج السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) ويسد بوجوده الثغرة ويجبر به الخسارة، ويوفقه لحمل راية المرجعية الشيعة، والقيام بشؤون الفتوا والتقليد، فإنه نعم الخلف لخير السلف، إن الله سميع مجيب. |
1ـ الاحتجاج: ص458، باب احتجاج ابي محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) في أنواع شتى من علوم الدين. |