الفهرس

السيرة الذاتية

أضواء

الصفحة الرئيسية

 العطاء الفكري المميز

نتناول هنا بعض ملامح فكر السيد الشيرازي المطروح في كتبه مع التعرض لبعض أفكاره البارزة :

أولا- التمسك بالأصالة:

إن أول ملاحظة في فكر السيد المرجع هي القوة في الأصالة، وهذا ما تلاحظه من خلال الاستدلال العميق بآيات القرآن الكريم والسنة المطهرة.

فلو تصفحت أي كتاب من كتبه لوجدت إن السيد لا يأتي بالفكرة مجردة وخالية من الدليل أو الشاهد، بل دائماً يأتي بآية مباركة أو حديث يستدل من خلاله على صحة الفكرة أو يستخرج منها الفكرة السليمة.

وحينما يتمسك السيد الشيرازي بالأصالة لا يعني ذلك رفض روح الحداثة والعصرية بل هو يدعو إلى ذلك كما في كتاب (الفقه: الاجتماع ) صفحة 144 والتمسك بالأصالة لا يعني رفض الحداثة اذا كانت لها فوائد تستفيد منها الأمة.

ثانياً- الروح الثورية:

كثير من الكتاب يخطئون عندما يعالجون مشاكل الأمة بروح انهزامية ويائسة، بينما السيد الشيرازي دائماً تراه يحمل روح التفاؤل والأمل، لذلك تتسم كتاباته بالروح الثورية والانفتاح والتطلع نحو المستقبل المشرق.

فهو حينما يعالج مشاكل الأمة والمجتمع فإنه دائماً يدعو إلى التغيير الثوري والجذري لاصلاح الواقع الفاسد، ولذا ترى دراساته دائماً تدعو إلى الثورة والتغيير الشامل للواقع الاجتماعي الفاسد وهذا ما يبدو جلياً في كتاب (الفقه: الاجتماع) و(السبيل) و(الصياغة ) وكتبه الأخرى.

ثالثاً- الجماهيرية:

حينما تتأمل كتب السيد الشيرازي تلاحظ الجماهيرية وروح الجماهير فهو يدعو الى مشاركة الجماهير في الثورة والحركة الإسلامية، بل يصر على التنظيم الجماهيري ويراه الأنجح في المعركة الحضارية كما نرى ذلك في كناب (السبيل إلى انهاض المسلمين ) وغيره.

بل وينتقد الروح النخبوية المنغلقة في العمل الإسلامي يعتبرها استراتيجية خاطئة ولا تؤدي إلى نتيجة تذكر، لأن الحركة كالسمكة تسبح في بحر الجماهير فإذا خرجت عن الماء فإنها تموت، بل وتراه يكتب فصلأ في كتاب ( السبيل) بعنوان (قضاء حوائج الناس) ويعني أن الحركة يجب عليها أن تسعى إلى قضاء حوائج الناس وارضائهم.

رابعاً- البساطة والعمق الفكري:

لقد كتب سيدنا المترجم له كتباً كثيرة في مواضيع متعددة ولكنه في ذات الوقت يسعى إلى البساطة والوضوح في أسلوب طرح الفكرة وذلك ما يسمى في الاصطلاح الأدبي (السهل الممتنع).

وعندما يبدأ السيد بتأليف كتاب فقهي كالموسوعة الفقهية أو أصولي ككتاب (الأصول) لرواد الاجتهاد في الحوزات العلمية أو يكتب كتاباً في الاقتصاد مثل( الفقه: الاقتصاد) ويكتب في الحقوق والإدارة والاجتماع والسياسة والدولة للأكاديميين فإنه في ذات الوقت يكتب كتباً أخرى لعامة الجماهير.

إن السيد الشيرازي كتب لجميع الفئات الاجتماعية حتى انه كان يكتب كتباً تربوية للبراعم على شكل قصص أو كتب مبسطة للجيل الصاعد.

خامساً-الدعوة إلى حكم إسلامي عالمي:

إن الإصلاح الديني وإنقاذ الإنسانية المعذبة وتوجيههم نحو مبادئ السماء هذا لا يمكن أن يؤدى بشكله الحقيقي والمطلوب إلا إذا وقفت وراءه إرادة قوية وإلا فان سنابك الاستبداد والكفر والظلم السياسي والاجتماعي سوف تسحق كل مشاريع الخير وتميتها وهي بعد في التربة بذرة لم تر النور!!

ولقد تناول السيد هذه الفكرة في كثير من كتبه مثل كتاب (إلى حكومة ألف مليون مسلم) و(نريدها حكومة إسلامية) وغيرها.

إن الدعوة إلى الحكم الإسلامي العالمي حلم جميل،راود الكثير من أبناء هذه الأمة التي تعيش التمزق والتشتت ولكي يتحقق في الواقع لا بد من العمل المتواصل والمسؤول من قبل جميع فصائل الأمة وعلى كافة الأصعدة والمجالات.

سادساً - الوحدة والسلام:

السيد الشيرازي يعتبر أحد رواد الوحدة الإسلامية وهذا،ما تتلمسه جلياً في كتاباته الفكرية فهو يدعو إلى توحيد الكلمة بدءاً من العائلة والمجتمع وانتهاءً بالحكم الإسلامي العالمي فهو أول من دعا إلى حكومة ألف مليون مسلم، وقد وضع الاساليب السليمة للوصول الى هذا الأمل في كتاب (السبيل إلى إنهاض المسلمين) وكتاب (ممارسة التغبير) وكان من الداعين والعاملين دائماً وأبداً لتوحيد الأمة الإسلامية بكل مذاهبها وفئاتها وطبقاتها.

كما يدعو السيد الشيرازي إلى توحيد الحركة الإسلامية العالمية فهو من أوائل من دعوا إلى مؤتمر يضم جميع الحركات التحررية الإسلامية للتخطيط المشترك من أجل إنقاذ المسلمين من براثن الذل والعبودية، ودعا إلى توحيد الحركة الإسلامية في كتاب (الحكم في الإسلام) و(كتاب السبيل الى انهاض المسلمين ) ولقد كتب السيد المرجع عن الوحدة الإسلامية الشيء الكثير.. وهذا هو الأمر الذي رفع لواءه الإمام البروجردي (قدس سره) في أطروحة (دار التقريب بين المذاهب الإسلامية):

وقد كتب السيد بعض ملامح نظريته في كراس يحمل اسم (كيف نجمع شمل المسلمين) .

والذي يلزم التنويه إليه والتأكيد عليه هو: إن الاتحاد الإسلامي ليس معناه ذوبان كل طائفة في الأخرى عقائدياً وفقهياً وغير ذلك.

بل المقصود هو (الاتحاد السياسي) في مواجهة الأخطار الاستعمارية المحدقة. بالأمة.. ومن نوع الاتحاد الذي حدث في (ثورة العشرين ) وفي إيران في الثورة ضد الشاه، مع أن لكل الطوائف أن تبقى ملتزمة بعقائدها وشعائرها وطريقة أداء عباداتها وحينما يدعو السيد الشيرازي إلى الوحدة والتوحيد فإنه يركز على فكرة السلام فهو ضد الانقلابات العسكرية التي تصادر حرية الإنسان وكرامته كما وتراه في ذات الكتاب نفسه يعقد فصلاً بعنوان الحرب وأخطارها.

لقد اعتبر السيد الشيرازي أن السلام هو ثالث الأسس للوصول إلى الحكم الإسلامي كما ورد في كتاب (إلى حكم الإسلام) وذلك تحت عنوان (اللاعنف) صفحة 50واعتبر السلام من السبل الكفيلة للوصول إلى حكومة ألف مليون مسلم في كتاب (السبيل) .

سابعاً-الدعوة إلى التنظيم:

لعل من أبرز الأطروحات العملية للسيد الشيرازي هي دعوته للتنظيم الإسلامي انطلاقاً من أمر الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلمته المشهورة(ونظم أمركم). ولقد كتب ذلك في كتاب (السبيل إلى إنهاض المسلمين ) وعد التنظيم أحد السبل للوصول إلى الحكومة الإسلامية وأفرد لهذا الموضوع بحثاً قيماً جديراً بالتأمل والدراسة.

وتناول السيد موضوع التنظيم أيضاً في كتاب (الفقه: الاجتماع) تحت عنوان (كيفية إنقاذ المسلمين ) في صفحة 342، ولقد طرح كثيراً من التوجيهات والأفكار التي بلورتها السنين وأصبحت تجارب للحركة الإسلامية لا تستطيع الاستغناء عنها في العمل الإسلامي.

والسيد الشيرازي يعتبر التنظيم- مع شروط معينة ومواصفات عديدة- ضرورة شرعية وواجباً مقدساً يجب على كل مسلم أن يقوم به.

ثامناً- أخلاقية الثورة والثائرين:

فهو حينما يتكلم عن الثورة يركز على تعاليم الدين لذلك يدعو السيد الشيرازي إلى الالتزام بأخلاقية الثورة والثائرين في أثناء العمل الثوري وحتى بعد الانتصار والاقتداء بالرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله )، ولقد تعرض لهذا الموضوع في كتاب (الفقه: الاجتماع) صفحة 137، وفي العديد من كتبه الأخرى، بل ذكر أن أحد عناصر نجاح الثورة هو أخلاقيات الثائرين.

تاسعاً- الدعوة إلى الحريات العامة:

يقول سيدنا المترجم له ليس في الإسلام سجون أوجوازات وجنسيات وحدود جغرافية.. بل هناك حرية لجميع المسلمين بل حتى للنصارى واليهود ولغيرهم ضمن الإطار المشروع، ولقد دعا في معظم كتاباته للحرية التي سلبت وصودرت من قبل أعداء الإسلام ولقد تعرض لذلك في كناب ( السبيل إلى انهاض المسلمين) وتناولها ببحث مفصل في كتابه (الصياغة الجديدة لعالم الأيمان والحرية والرفاه السلام).

وهناك كتاب خاص بهذا الموضوع أسماه ، (الحريـة الإسلامية).

ولقد طرح السيد الشيرازي أفكاره هذه منذ أكثر من ثلاثين سنة وفي الكثير من كتبه وبياناته ورسائله وخطاباته بحيث تملأ تلك الوثائق مساحة أكثر من خمسة آلاف صفحة ونكتفي ههنا بنموذج واحد فقط:

بسم الله الرحمن الرحيم

حضرة السيد رئيس مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية وفقه الله.

حضرات السادة وزراء خارجية الدول الأسلامية وفقهم الله تعالى لما يحب ويرضى.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد:

فإن الله تعالى أرسل رسوله بالهدى إلى البشرية جمعاء ليجعل البلاد الإسلامية كلها بلداً واحداً، ويجعل المسلمين جميعاً أمة واحدة متكافئة في الحقوق والواجبات فقال سبحانه وتعالى: (وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون ). وقال الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام: (الناس سواسية كأسنان المشط). و(لا فضل لعربي على أعجمي ولا للأبيض على الأسود ألا بالتقوى ). و (الناس مسلطون على أموالهم أنفسهم).

من هذه المنطلقات المفتوحة التي تصلح قواعد يؤسس عليها نظام نضع أمام مؤتمركم الموقر نقاط لها أهمية كبيرة من وجهة النظر الإسلامية ومواكبة للفكر العالمي الحر وهي:

ا- توصية المجالس النيابية واللجان المكلفة بوضع القانون في مختلف البلاد الإسلامية بالأخذ بعين الاعتبار، الأحكام الصريحة الواردة في القرآن والسنة، وتطوير المواد المخالفة للقرآن أو السنة الى مواد منسجمة معهما، ففي ذلك الخير والرفاه للجميع فقد قال تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) .

ب- توجيه أجهزة الثقافة والإعلام إلى التركيز على الفكر الإسلامي لإنقاذ الجيل الجديد من التمزق والانحراف.

ج- تبني قضايا المسلمين الذين يعيشون خارج البلاد الإسلامية ويعانون العنف والاضطهاد من قبل الأنظمة المختلفة التي يعيشون في ظلها، فقد قال الله تعالى: (فما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين).

د- تقليص هيمنة النظام بالمقدار الممكن، لينال الناس أقصى الحريات الشرعية في كل المجالات الحيوية كالسفر والإقامة والتجارة والزراعة والصناعة والصحافة... حتى لا يلجأوا إلى مبادىء وأفكار يسول لهم أنها تنفعهم بينما تضرهم ولا تنفعهم.

هـ- بذل المزيد من الجهود لمحاربة الفقر والجهل والمرض والجريمة والتخلف، فهذه الأمراض الاجتماعية هي الأرضية التي يعشعش فيها الإلحاد وتدفع إلى الاضطراب.

وأخيراً أسأل الله تعالى أن يأخذ بأعضادكم لما فيه خير وسعادة المسلمين جميعاً في شؤون دينهم ودنياهم انه الموفق والمستعان.

الكويت

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

عاشراً- شورى المراجع:

وهي إحدى الأطروحات العملية والسياسية للسيد الشيرازي وتعني أن يقود الأمة الإسلامية عدة مراجع يتشاورون فيما بينهم ويديرون الدولة الإسلامية وشؤون المسلمين أجمع باعتبار أن المسلمين جميعهم بين مقلّد، ومقلّد، والمقلد كما يتبع المرجع الثقة في كل أموره حتى الشخصية منها فكذلك يلتزم بأقواله وتوجيهاته ويطعه في جميع القضايا المصيرية العامة هذا ما أثبنه التاريخ السياسي للمسلمين وعلاقتهم بالعلماء، ولذلك تكون أفضل وسيلة لجمع المسلمين وتوحيد كلمتهم وتنظيمهم تنظيماً قويماً يعيد لهم عزتهم وكرامتهم وهو اجتماع العلماء الذين يقلدهم الناس في مجلس واحد لمناقشة قضايا المسلمين ومشاكلهم وإصدار القرارات والتوجيهات اللازمة لحلها:

ولقد طرح السيد الشيرازي (دام ظله) هذه الفكرة في جملة من كتبه وفي المجلات والبيانات كما طرحها أيضاً في مقابلاته مع العلماء والمراجع العظام.. ولقد تناول السيد هذه الفكرة في كتاب (الشورى في الإسلام ).

ولقد دافع عن فكرة تعددية المرجعية مجموعة من كبار العلماء والآيات في الحوزات العلمية ويمكن لمعرفة ذلك مراجعة كتاب (مطارحات مع قادة الفكر الإسلامي )- طباعة (المؤسسة العالمية للحضارة الإسلامية في بيروت)- ونذكر هنا مقتطفات سريعة مما ورد في الكتاب..

فقد قال آية الله السيد رضا الصدر (ص 98) (... لذلك يجب أن يكون المراجع متعددين حتى يعضد أحدهم الآخر وتسد أخطاء بعضهم ببعض من أجل أن يقدموا للناس أحكاماً صحيحة تقودهم إلى النتيجة المطلوبة).

وقال آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي (ص 98) (المسألة المهمة هي أنه لو أصبحت المرجعية حكراً على فرد واحد وتمركزت فيه فانها لا تسلم من أخطار ومشاكل...) وأضاف (ص 99) (... بناء على هذا أن التعددية في المرجعية التي هي سنة جارية في الحوزات العلمية منذ سابق الزمن ومستقاة من روايات أهل البيت (سلام الله عليهم ) هي أمر جيد ومحمود) وقال في كتاب (طرح حكومت إسلامي) ص 58- (لا شك إن الاشتراك في الشورى في الشؤون المصيرية للأمة من حق كل المسلمين... ويلزم أن يشرف جمع من العلماء على مصوبات الشورى)- نقلاً عن (شورى الفقهاء المراجع ص 333).

كما قال آية الله الشيخ يحيى نوري ص 101 من كتاب ا لمطا رحات:

( …إن جعل المرجعية منحصرة في فرد واحد بحيث لا يحق للآخرين بلوغ هذه المرتبة أو إظهار آرائهم أو يتحرجون من إظهارها مخالف للهداية وخلاف المقصود من التفقه الذي جعله الإسلام بوابة النور العلمي والإنقاذ العقائدي…).

وقال آية الله الشيخ حسن السعيد ص 105 من كتاب، ا لمطا رحات :

(…فلو كان الإمام (عجل الله تعالى فرجه الشريف) يقوم بنصب فرد واحد للمرجعية الشيعية فلا يخلو ذلك من خطر على الإسلام فعلى هذا فالأمر لكل من توفرت فيه الشرائط الخاصة وذلك كي تتعمق جذور الإسلام…).

ولقد تطرق البحاثة المحقق حجة الإسلام الشيخ ناصر حسين الأسدي في كتابه القيم (شورى الفقهاء المراجع، دراسة تحليلية حول القيادة المرجعية الجماعية) في الصفحات 317 إلى 34 3 وكذا في الصفحات 44 و 47 و 358 وغيرها إلى ذكر آراء العديد من أعاظم علمائنا الذين تناولوا بشكل أو بآخر، في حقل معين أو في مختلف الحقول- فكرة شورى الفقهاء منهم: مؤسس الحوزة العلمية في قم آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري، ومنهم: آية الله المطهري ومنهم: آية الله العظمى الميرزا النائيني وآية الله العظمى السيد البروجردي والعلامة المجلسي وآخرين عديدين غيرهم فليراجع، وسنكتفي هنا بذكر نموذجين فقط:

الاول- آية الله العظمى الميرزا النائيني: ذكر في كتاب، (تنبيه الأمة وتنزيه الملة)أن قادة الأمة الإسلامية هم ( الفقهاء العدول العارفون بأصول الدين وفروعه)وأضاف معقباً على كلامه (فينبغي على النظام الإسلامي أن يكون نظاماً دستورياً يقوم على مبدأ التشاور) واستشهد النائيني بقوله (ان الشورى غالباً ما تسير بمسار الحق بعكس الحكومة الفردية التي تؤدي الى الاستبداد والغصب والقهر.

وقال (ان من لوازم أساس الشوروية وقد عرفت انها ثابتة بنص الكتاب والسنة- الأخذ بالترجيحات عند التعارض والأكثرية عند الدوران لأنها أقوى المرجحات... ومع اختلاف الآراء والتساوي في جهات المشروعية يتعين علينا الأخذ بالأكثرية…).

الثاني- آية الله العظمى السيد البروجردي فقد قال كما جاءعنه في (البدر الزاهر) ص 52- 57 (... في كل مجتمع ثمة قوانين سياسية واجتماعية كالحرب والسلم وإدارة البلاد داخلياً وخارجياً وكذلك القضاء وجمع الزكاة، يجب أن يتولاها زعماء السياسة والدين الذين يمتازون بالخبرة الدينية والحنكة السياسية) ولاثبات ذلك أضاف (ان الولاية لا تقتصر على الفقيه الواحد بما أن الفقهاء جميعاً نواب الأئمة المعصومين (عليهم السلام) (راجع شورى الفقهاء والمراجع ص 320- 321).

كما قال آية الله مكارم في كتاب (طرح حكومت إسلامي ) ص 38 (الدكتاتورية المبطنة هي حكومة الفرد الذي يزيح محاور الأمة وحركاتها ومراجعها ويصطنع مجلساً للشورى ويتظاهر بالانتخابات وغير ذلك من مظاهر الديمقراطية الزائفة) (نقلاً عن كتاب شورى الفقهاء المراجع، دراسة تحليلية حول القيادة المرجعية الجماعية) للشيخ ناصر حسين الأسدي ص 333.

كما قال آية ألله الشيخ آصف محسني (في المطارحات ص 237).

(…ومن جانب آخر لو كان النظام ذا حزب واحد فلا جرم أن يصبح مصداقاً للآية الشريفة (إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) فلا أحد يأمن من الوقوع في الخطأ والاشتباه لأنه لا معصوم غير الأئمة الأطهار (عليهم السلام).

كما جاء في ص238 ما قاله آية الله الشيخ محمد على كرا مي:

(تعلمون أن نظام الحزب الواحد محظور عنه في الدستور الإيراني...).

الحادي عشر- التعددية السياسية:

إن سبب كثير من المآسي في تاريخ العالم هو الاستبداد والفردية السياسية.. فمتى ما حكم بلداً ما حزب أو قبيلة أو جهة معينة من دولت أن تقدر جهة أخرى أن تنافسها على الحكم.. كان مصير ذلك إلى الاستبداد والتقهقر ومصير البلد إلى التخلف والانحطاط.. وبعكس ذلك (التعددية السياسية) حيث ان التنافس يحدو الجهات المختلفة على التقدم والرقي.. هذا ما نشاهده جلياً في حياة الرسول (صلى الله عليه و آله وسلم) وحكومته المباركة.. وفي تاريخ الحضارات المتقدمة.. وفي العالم الغربى المعاصر الذي استطاع أن يحقق تقدماً في مختلف الميادين العلمية..

و (التعددية السياسية) من الأسس التي يدعو إليها السيد الشيرازي ومنذ زمن بعيد.. وقد جاء ذلك في العديد من كتبه السياسية.

وقد دعا العديد من العلماء إلى فكرة تعدد الأحزاب وهاجم الكثيرون منهم فكرة وحدة الحزب الحاكم فقد جاء في كتاب (مطارحات مع قادة الفكر الإسلامي ) ص 233:

(نظام الأحزاب المتعددة هو الأفضل..) آية الله السيد رضا الصدر.

كما جاء في ص 234 كلمة قالها آية الله الشيخ ناصر مكارم الشيرازي:

(.. ولا يخفى أن نظام الحزب الواحد لا يسلم من الاستبداد والتجربة أثبتت هذا الأمر، فالأحزاب إذا كانت تسير على خطى التنافس الإيجابي والنقد البناء وألقت عن نفسها أدران النزاعات الجانبية والأغراض الشخصية والفئوية فلا شك تكون أفضل لأنها تقود المجتمع الى الأحسن).